24 أبريل، 2025

ضربة مَعلّم!!!

محمد عزيز الوكيلي
إطار تربوي
القرار الإسباني، الذي تحوّل إلى نص قانوني مُلزم، والذي قضى بمنح الجنسية الإسبانية لأهالي مخيمات تيندوف، أو بالأحرى محتجزي تيندوف، المزدادين قبل سنة 1976، شكّل سابقة في مجال القانون الدولي، لأنه سيؤدي إلى تغيير الوضعية اللا قانونية لمواطني دولة ليست إسبانيا، يسكنون في أراضي وطن ليس وطنَهم، بحيث يتحولون بجرة قلم، تخطّها الإدارة الإسبانية على أوراقهم المدنية وجوازات سفرهم، إلى مواطنين إسبانيين مقيمين خارج إرادتهم داخل مخيمات أقامها آخرون، كما كانت تقام الغيتوهات النازية لإيواء يهود أوروبا وألمانيا أيام الطاغية المجنون هتلر…
والأهم من ذلك، أن أبناء هؤلاء الإسبان الجدد منحهم القانون ذاته مهلة خمس سنوات ليقدموا طلباتهم بالحصول على ذات الجنسية تأسيا بآبائهم.
لنسأل أنفسنا الآن: من هو هذا الأحمق، من محتجزي تيندوف، ومن أبنائهم، الذي يمكن ان يفكر، ولو على سبيل الهزل، أن يرفض هذا العرض، الذي لاشك ان لعابَه بدأ يسيل له منذ لحظة الإعلان عنه، ويفضل البقاء جالساً القرفصاء تحت لظى شمس حارقة نهاراً، وتحت رحمة برد لا يعرف الرحمة ليلاً، وهو يرى المرتزقة الذين وضعهم نظام العجزة المخرّفين على صدره، يكتمون أنفاسه فيما هم وأبناؤهم ينفقون مقدّرات الشعب الجزائري المغلوب على أمره في منتجعات إسبانيا نفسها، وفي جنّات أمريكا اللاتينية، والفنادق الأوروبية المصنفة ضدا على كل القِيَم الإنسانية والكونية؟!
مَن هذا الأحمق، الأخرق، الذي يستطيع أن يتحمّل هَوْلَ مجرّدِ فكرة حمقاء كهذه؟!!
والمصيبة الأخرى التي ضربتْ في الصميم عجزة المُرادْيا ومرتزقتهم المخنثين، أن إسبانيا سيتسنى لها، بمجرد دخول هذا القانون حيز التطبيق، أن تشرع في مطالبة المجتمع الدولي بإعانتها على “استرجاع مواطنيها المحتجزين”، الذين سيصبحون بين يوم وليلة من أغلى “السلع السياسية”، بعد أن كانت إسبانيا نفسُها لا تعيرهم أدنى التِفاتٍ إلا ساعة مبادرتها السنوية إلى تخصيص ما كانت تقدمه لهم من معونات مالية وعينية لا تفي أبداً بالحاجة!!
لا.. والأفضل من كل هذه وتلك، أن هذه الخبطة الإسبانية تمت بتنسيق واضح وضوح شمس الظهيرة مع الخارجية والداخلية المغربيتين، لتصبح الضربة ضربة معلم بكل معنى الكلمة!!!
والجميل أن هؤلاء الإسبان الجدد يمكنهم في أقل من لمح البصر أن يصبحوا مغاربة مزدوجي الجنسية… وبكل أريحية!!!
والآن؟..
البوليساريو لا تُعلّق…
والمُرادْيَا لا تُعلّق…
فلا شك أنهم بلعوا ألسنتهم إلى إشعار آخر!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *